عناوين رحلت !!

لنفترق أحبابا.. *

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا


.
.
.
.
من ذاكرة الصفيح والشقاء, والارصفة المهترئة ....
من خلف سكون الليل وعواء رياح الخريف
عيون خلف النافذة
لا يلتفت اليها احد
ولاتلقي بالا لأحد
ذاكرة تستدعي السنين القاسية , وفي عينيها حصاد تلك السنين..

تدير المذياع, وبين تشويش الاذاعة , ونقاء الصوت , يغلبها النعاس , تفيق على موروث شعبي قديم (وين راحو عن وطنهم)
تبتسم ساخرة , وفي داخلها ذاكرة مسجونة ....

فراشة تحمل في حقائبها ثياب
الصيف
تأكدت ان الاطفال كانو على حق
والنساء كن على حق
والرجال كانو على حق
وأنك...

تدير المياع من جديد , تستمع الى اذاعات مختلفة عبر اثير واسع كأتساع اّمال وطموح المساكين...
وفي رحلة عبر القطار كرحلة الاقدمين (الصيف والشتاء) تفيق ذاكرتها على (الم) وجودي ,وعدمي... يتصارع بين جنباتها ...
هي لم تقرر..
تاهت بين كــــــــنْ.. ويكون.. وتكون..والاكوان....
تتحسس المكان من تحتها ..لتتأكد انها على الارض جالسة..ورأسها مائل على حافة النافذة ...

...وفي كل ثانية من ثواني العمر المكسور تفكر في الرحيل ....
رحيل من نوع مختلف رحيل زماني ياخذها من اللاشعور واللاعقل واللامنطق....الى ....

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

كُن مرةً سرابا..

وكُن سؤالاً في فمي

لا يعرفُ الجوابا
حقا( لاتوجد فاجعة اكثر من فقد اولئك اللذين جل مايملكونه هو لسان بذي وقلب طيب..يموت الطيبون ويعمر اللصوص والاقطاع)


..(.إن مايسعد تلك النفس البشرية هو الخروج المطلق من انغلاقية الذات المتقوقعة الى سماء كبيرة لاتعرف التحجيم, فحرية الفرد وتعظيم قيمة الانسان , ليست نظرية او ترف فكري بل هي اداة مشروعة لكل من يتبنى مشروع وجودي....)

تمد يدها لتطفئ المذياع , فقد تعبت من تلك الترهات التي تسمعها صبح , مساء..

من أجلِ حبٍّ رائعٍ

يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

وكي أكونَ دائماً جميلةً

وكي تكونَ أكثر اقترابا

أسألكَ الذهابا..
تغفو وفي ذاكرتها الكثير من الاهوال....